تجربتي خلال فترة العمل عن بعد

كانت ظروف الحظر قاسية علي منذ بدايتها وذلك بسبب فقداني لوالدي (رحمه الله) في سوريا وعدم قدرتي على السفر بسبب الجائحة وتوقف الطيران، لكنني حاولت أن أكون إيجابية وهذا جزء من شخصيتي حيث انهض دائماً بنفسي كي لا أقع في الأحزان والآلام ، ومن اللحظة الأولى لسماعي التعليمات التي أصدرتها دولة الإمارات كنت حذرة جداً وقمت باتخاذ كافة الإجراءات التي قررتها الدولة. في الحقيقة في تلك الفترة كانت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله (لا تشلون هم) بمثابة طوق النجاة من الخوف الذي انتاب الكثير من الأشخاص والعوائل.

أخذت قرراً وعائلتي بالمضي بإسلوب جديد يتناسب مع هذه الجائحة، مشيرة في هذه المرحلة إلى التسهيلات التي قدمتها لنا الدولة مثل نظام الحصول على تصاريح الخروج من المنزل للخروج بأوقات محددة للحصول على حوائجنا، وما قدمته أيضاً لنا شركتنا (وصل) مثل (نظام ال Microsoft Teams) مشكورين ، هذا بدوره ساعدنا على مزاولة عملنا من المنزل بكل سلاسة وبساطة ، بالإضافة إلى متابعة دراسة ابنتي عن طريق التدريس عن بعد.

كنت عند انتهائي من العمل والتدريس أقوم ببعض الأنشطة التي بدورها كانت تهون علي الأحزان التي مررت بها ، مثل تعلم ركوب الدراجة الهوائية من البداية، حيث أنني ومنذ الصغر لم يتسنى لي معرفة كيفية ركوب الدراجة أو ممارسة هذا النوع من الرياضة وبصراحة كان حلم بالنسبة لي أن أتعلم هذه الرياضة، كنت أتدرب بشكل يومي وثابرت حتى أنني الآن أستطيع ممارسة هذه الرياضة مع عائلتي وأنا سعيدة جداً بهذا الإنجاز، الذي من الممكن أن يكون للبعض انجاز بسيط لكن بالنسبة لي كان انجازاً كبيراً ورائعاً. كما قمت بقراءة أربع كتب جديدة (شريد المنازل، تاريخ العرب، فتاة من ورق، حكاية رجل اسمه ديف)، مما أسعدني كثيراً لأنني كنت دائما أحاول قرأتها ولا يسمح لي الوقت بذلك.

خلاصة القول أن الإنسان يستطيع أن يكون إيجابي ويستطيع التأقلم والاستفادة من كافة الظروف ، حتى من أسوء الأقدار وذلك من خلال عمله وجهده ومثابرته ، ونحن دائماً قادرون على تخطي أكبر الصعاب والمحن والاختبارات.

هذه تجربتي وهذه خلاصتي

سوزان قولي

 

وأوصى بوست